الثلاثاء 1 جمادي الآخر 1446
الجماع من موجبات الغسل
الخميس 14 أبريل 2022 2:00 مساءاً
567 مشاهدة
مشاركة

مذهب جماهير العلماء، أنه يجب الغسل بالجماع وإن لم ينزل، واستدلوا بما يأتي: 

1- حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها، فقد وجب الغسل) [خ 291، م 349] وفي لفظ لمسلم (وإن لم ينزل) [م 348]

2- حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: (اختلف في ذلك رهط من المهاجرين والأنصار، فقال الأنصاريون: لا يجب الغسل إلا من الدفق أو من الماء، وقال المهاجرون: بل إذا خالط فقد وجب الغسل، قال أبو موسى: فأنا أشفيكم من ذلك، فقمت فاستأذنت على عائشة فأُذِن لي، فقلت لها يا أماه أو يا أم المؤمنين: إني أريد أن أسألك عن شيء وإني أستحييك، فقالت: لا تستحيي أن تسألني عما كنت سائلا عنه أمك التي ولدتك فإنما أنا أمك، قلت: فما يوجب الغسل؟ قالت على الخبير سقطت، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان فقد وجب الغسل) [م 349] وقول عائشة -رضي الله عنها- جاء في روايات موقوفا عليها وجاء في بعضها مرفوعا، لكن الموقوف له حكم الرفع.

قال النووي: "التقاء الختانين أن تغيب الحشفة في الفرج، فإذا غابت فقد حاذى ختانه ختانها، والمحاذاة هي التقاء الختانين، وليس المراد بالتقاء الختانين التصاقهما وضم أحدهما إلى الآخر، فإنه لو وضع موضع ختانه على موضع ختانها ولم يدخله في مدخل الذكر لم يجب غسل بإجماع الأمة، هذا كلام الشيخ أبي حامد وغيره" [المجموع 2/149]

3- عن عائشة -رضي الله عنها-: (إن رجلا سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الرجل يجامع أهله، ثم يكسل هل عليهما الغسل؟ وعائشة جالسة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إني لأفعل ذلك أنا وهذه، ثم نغتسل" [م 350]

خصة رخصها رسول الله في بدء الإسلام ثم أمر بالاغتسال بعد) [حم 20597، ت 110، د 215، وصححه الألباني] 

2- أن بعض من كان يرى عدم وجوب الغسل إلا بالإنزال رجع إلى القول بوجوب الغسل وإن لم ينزل، وهذا يدل على أنه ثبت عنده النسخ، فعن عبد الله بن كعب مولى عثمان بن عفان: "أن محمود بن لبيد الأنصاري سأل زيد بن ثابت عن الرجل يصيب أهله ثم يكسل ولا ينزل؟ فقال زيد: يغتسل، فقال له محمود إن أبي بن كعب كان لا يرى الغسل، فقال له زيد بن ثابت: إن أبي بن كعب نزع عن ذلك قبل أن يموت" [ك 107، قال الشيخ الدبيان: "إسناده صحيح إن كان عبد الله مولى عثمان سمعه من محمود بن لبيد الأنصاري"]

وعن سعيد بن المسيب: "أن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون إذا مس الختان الختان فقد وجب الغسل" [ك، وقال الشيخ الدبيان: "سعيد بن المسيب قد سمع من عثمان، ومات عمر وله ثمان سنوات، وهو من أعلم الناس بقضاء عمر، وعلى تقدير أنه عن عمر مرسل، فإن مراسيله من أصح المراسيل"]

وقد سبق قول الأثرم: "قلت لأحمد بن حنبل: حديث حسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عطاء بن يسار عن زيد بن خالد ... فيه علة تدفعه بها؟ قال: نعم بما يروى عنهم من خلافه، قلت: عن عثمان وعلي وأبي بن كعب؟ قال: نعم"