** التيمم في اللغة القصد، ومنه قوله تعالى {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون}، وقوله {فتيمموا صعيدا} أي اقصدوا، ثم كثر استعمالهم للكلمة حتى أصبحت علما على العبادة المعروفة، والتي يمسح فيها الوجه واليدان بالتراب، واصطلاحا هو: التعبد لله عز وجل بمسح الوجه واليدين على وجه مخصوص.
تشريع التيمم
** دل على مشروعية التيمم الكتاب والسنة والإجماع، فمن الكتاب قوله تعالى {وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا}
ومن السنة حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي، نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجُعلت لي الأرض مَسْجدا وطَهُورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم ولم تَحِلَّ لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة) [خ 335، م 521]، وفي رواية: (وجعلت لي الأرض طيبة طهورا ومسجدا) [م 521]
وقد نقل الإجماع على مشروعيته النووي والشوكاني.
والتيمم من خصائص هذه الأمة بالإجماع كما يدل عليه حديث جابر -رضي الله عنه-
وسبب تشريعه ما ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء -موضع بالقرب من المدينة- أو بذات الجيش انقطع عِقد لي، فأقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على التماسه، وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء، فأتى الناس إلى أبي بكر فقالوا: ألا ترى إلى ما صنعت عائشة، أقامت برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبالناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء، فجاء أبو بكر ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- واضعٌ رأسه على فخذي قد نام، فقال: حَبَسْت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء؟ قالت: فعاتبني أبو بكر، وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على فخذي، فنام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم فتيمموا، فقال أسيد بن الحضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته) [خ 334، م 367]