الخميس 15 ربيع الأول 1446
صوم رجب
الخميس 26 يناير 2023 2:00 مساءاً
394 مشاهدة
مشاركة

صوم رجب 

** قال شيخ الإسلام: "أما تخصيص رجب وشعبان جميعا بالصوم أو الاعتكاف فلم يرد فيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- شيء ولا عن أصحابه ولا أئمة المسلمين، بل قد ثبت في الصحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم إلى شعبان، ولم يكن يصوم من السنة أكثر مما يصوم من شعبان من أجل شهر رمضان، وأما صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفة بل موضوعة لا يعتمد أهل العلم على شيء منها وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل بل عامتها من الموضوعات المكذوبات، وأكثر ما روي في ذلك: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل رجب يقول: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان) 

وقد روى ابن ماجه في سننه عن ابن عباس: (عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن صوم رجب) وفي إسناده نظر، لكن صح أن عمر بن الخطاب كان: "يضرب أيدي الناس ليضعوا أيديهم في الطعام في رجب، ويقول: لا تشبهوه برمضان".

ودخل أبو بكر فرأى أهله قد اشتروا كيزانا للماء واستعدوا للصوم فقال: "ما هذا فقالوا: رجب فقال: أتريدون أن تشبهوه برمضان؟ وكسر تلك الكيزان"، فمتى أفطر بعضا لم يكره صوم البعض.

وفي المسند وغيره حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أنه أمر بصوم الأشهر الحرم: وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم)، فهذا في صوم الأربعة جميعا لا من يخصص رجبا، وأما تخصيصها بالاعتكاف فلا أعلم فيه أمرا، بل كل من صام صوما مشروعا وأراد أن يعتكف من صيامه كان ذلك جائزا بلا ريب" [مجموع الفتاوى 25/290، وانظر زاد المعاد 2/64] 

والحديث الذي أشار إليه شيخ الإسلام هو ما رواه أحمد عن أبي السليل قال حدثتني مجيبة الباهلية عن أبيها أو عن عمها قال: (أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحاجة مرة، فقال من أنت؟ قال: أو ما تعرفني؟ قال: ومن أنت؟ قال: أنا الباهلي الذي أتيتك عام أول، قال: فإنك أتيتني وجسمك ولونك وهيئتك حسنة، فما بلغ بك ما أرى؟ فقال: إني والله ما أفطرت بعدك إلا ليلا، قال: من أمرك أن تعذب نفسك؟! -ثلاث مرات- صم شهر الصبر رمضان، قلت: إني أجد قوة وإني أحب أن تزيدني، فقال: فصم يوما من الشهر، قلت: إني أجد قوة وإني أحب أن تزيدني، قال: فيومين من الشهر، قلت: إني أجد قوة وإني أحب أن تزيدني، قال: وما تبغي عن شهر الصبر ويومين في الشهر؟ قلت: إني أجد قوة وإني أحب أن تزيدني، قال: فثلاثة أيام من الشهر، قال: وألحم -أي وقف- عند الثالثة، فما كاد قلت إني أجد قوة وإني أحب أن تزيدني قال: فمن الحُرُم وأفطر) [حم 19811، د 2428، جه 1741] ولفظ أبي داود (صم من الحرم واترك)، ولفظ ابن ماجة (وصم أشهر الحرم) والحديث ضعفه الألباني.